الأربعاء، 19 مارس 2014

القلادة



تأملت ذلك الدرج المفتوح ,لم أرَ ما يحتويه منذ زمن بعيد. إنه يحوي على الحلو والمر من الذكريات, أخرجت كل شيء موجود بداخله , فلمحتُ بين تِلكَ الأشياء دفتراً صغيراً كنت أكتب فيه مذكراتي ومرفق معه حقيبة صغيرة بداخلها صدفة جميلة الشكل , ولكن من الواضح أن جزءا منها مفقود , تذكرت قصة الصدفة ، إنها من أجمل القصص التي حدثت معي , فأمسكت بالصدفة و جلست أقلبها وأتأملها فذهبت بأفكاري إلى مكان آخر. آه لقد كان يوما مليئا بالأحداث الكثيرة , ولكنها أيام ويمكن أن تصل لأسابيع , لقد كنت في مشاكل كثيرة في عملي , و لن أنسَ السيد فريد الذي كان يكرهني كرها و كان دائما ما يوقعني في المشاكل ويظلمني وبسببه كدت أن أسجن لولا أن صديقي وصاحبي الوفي كمال ساعدني ووقف معي ولم يتركني ولو للحظة واحدة. وأذكر يوما جاءني وقال لي كلاما قطع قلبي . لقد قال لي لا أريد سماع أية كلمة منك اذهب من هنا ولا ترسل لي أية رسالة ولا تقف على عتبة باب منزلي أفهمت ما أقوله لك يا سامر  , في ذلك الوقت تحجرت في مكاني ولم أستطع الإدلاء برأيي ولا التحدث بشيء فأجبته بمرارة : "أنت صاحبي وقد وقفت معي في السراء والضراء ,أنت صديقي وقد ساعدتني وإن لم أطالبك بذلك و أنت بحسبة أخي الذي يقلق بشأني ولا ينام مطمئنا إلا إذا عرف أنني بخير , فلِمَ تريد قطع حبل الصداقة بيننا إلى نصفين" , أجابني والدموع ملء عينيه "ولكن أنا أفعل ذلك لأجلك يا أخي و  أفعل ذلك لمصلحتك أنت ,فلأي سبب أقطع حبل الصداقة, فقط إفعل ما آمرك به" أجبته قائلا: "سأفعل ماتقوله لي ولن تعرف مقدار الحزن الذي سأعيشه بدونك ولكن أريد معرفة الذي جرى معك ؟" أجابني وهو يبصر اللوحة الموجودة فوق المدفأة: "أنا أعرف شعورك وأقدر حزنك , وستعرف كل شيء عندما يأتي الوقت المناسب. سأتركك الأن وسآتي بعد قليل لأخذك إلى أحد المطاعم لكي لا تعتقد بأنني سأتخلى عنك إلى الأبد" أجبته قائلا: "حسنا" انتهى النقاش بيننا فذهب كمال وعاد بعد قليل مثل ما وعدني أخذني إلى أحد المطاعم ولم أفتح معه الموضوع الذي تحدثنا فيه لكي لا أشعره بظلمه ، ظللت يومين وأنا أفكر في مجرى آخر الأحداث التي جرت معي ومع صديقي , فلم أتذكر أنه حدث أمر جعل صديقي يقول لي ما قاله. إنه أمر عجيب فليس من عادته أن يتصرف أو يقول لي ماقاله بذلك الأسلوب ، فجأة وصلتني رسالة غريبة من قبل شخص غريب. تفاجأت ولم أدرِ ممن هذه الرسالة الغريبة , قرأت مايحتويها ، إنها رسالة تهديد أنه إذا لم أكف عن المشاكل سيسقط الفرخ في الفخ!! منذ متى وأنا أصنع المشاكل ، يبدو أن فريدا يريد أن يتصنع المشكلة. بعد قليل جاء كمال مرتبكا , قلت له: "ما الذي جرى معك ياصديقي" ، أجابني والقلق واضح في عينيه: "لا أدري ماذا أقول, لقد فعل فريد ما برأسه" ، أجبته مندهشا: "فريد!! ما الذي فعله هذا الرجل مرة أخرى" ، أجابني قائلا: "لقد قام فريد بتزوير أوراق المحكمة وبدأ هجومه على مجموعة شركاتنا عن طريق التزوير وقام بالتجسس على أعمالنا ومخططاتنا لأخذها لتطوير شركاته باستخدام خططنا" ، اندهشت وقلت: "تبا , كيف يفعل ذلك ، ماالذي سنفعله الآن" ، لم يرد علي وذهب بدون أن ينطق بشيء وذهبت مباشرة لأتفقد أمر الشركات واندهشت عندما قيل لي أن المشكلة قد انحلت وأن المحكمة قد أمرت بسجن مسبب المشاكل هنا عرفت أن كمال يريد مساعدتي ، إنها حقا مساعدة عظيمة فلولاه لكانت حياتي قد تدمرت فعملي هو مكسب رزقي , ذهبت لكمال فشكرته وجلسنا نتحدث قليلا فبعد مدة لاحظت تغير ملامح كمال وفجأة قال لي: "لن أستطيع أن أخبئ عنك ماحدث طيلة هذه المدة , سأبوح لك بشيء مهم" أجبته قائلا: "حسنا تفضل" تنهد , ثم قام يسرد ماحدث قائلا: "ذات يوم وصلتني رسالة تهديد من مجهول يريدني أن أقتلك وإذا لم أفعل ذلك سيقتلني وسيبدأ بمضايقتك والبدء بالمشاكل وأنا أهم شيء عندي الصداقة , فأنا شخص أحب أن أمتلك أصدقاء مثلك. فذهبت إلى مرسل الرسالة واتضح أنه فريد وهذه إحدى ألاعيبه ولكنه جاد للمرة الأولى، في ذلك الحين ضحيت بالأموال والشركات من أجل أن لا أقتلك أي من أجل صداقتنا لا تحسب أنني بعتها له لا بل جعلته مديراً فحسب ولكنني لن أعتقد أنه سيستغل هذه الفرصة بالشكل الصائب و حدث ما حدث)) بعد ذلك ذهبنا لنجلس قرب الشاطئ فأحضرت صدفة جميلة كبيرة وقطعتها الى نصفين وأدخلت في القطعة الاولى خيطا والثانية خيطا وقدمت واحدة منها لكمال واحتفظت بالأخرى وقلت له: "هذه هي قلادة الصداقة" وأفقت من أفكاري كلها على صوت الجرس فذهبت لأتفقد من القادم وكان كمال و قد رأى الصدفة وكل شيء خارج الدرج وسألني عن الذي يحدث فأخبرته أنني سافرت بأفكاري لمكان آخر.

هناك تعليق واحد: